• تراجع اليورو واندفاع الدولار يرفعان درجة القلق في أسواق المال

    23/05/2011

    التقرير الأسبوعي لأسواق المالتراجع اليورو واندفاع الدولار يرفعان درجة القلق في أسواق المال

     

    سماسمرة يتابعون شاشات لعرض مؤشرات الأسعار في بورصة نيو يورك. وازداد المزاج العام كآبة بفعل الهبوط الحاد في أسهم شركات التجزئة في الولايات المتحدة، بعد أن أبلغت شركة جاب وشركة إيروبوستال عن توقعات متراجِعة. أ. ب
    جيمي تشيزوم من لندن وتيليس ديموس من نيويورك
     
     
     
    بدأت جلسة التعاملات الدولية بداية إيجابية إلى حد ما، لكنها تلقت ضربة قوية بفعل الاندفاع في الدولار وبسبب مشاعر القلق حول شركات التجزئة في الولايات المتحدة بعد أن بدأت التعاملات في وول ستريت.
    وتراجع مؤشر فاينانشيال تايمز للأسهم العالمية بنسبة 0.6 في المائة، وخسرت السلع الصناعية بعض مكاسبها المبكرة، وتراجعت العوائد على سندات الخزانة الأمريكية. وفي نيويورك تراجع مؤشر ستاندارد أند بورز 500 بنسبة 0.8 في المائة، في حين أن مؤشر فاينانشيال تايمز يوروفيرست 300 لعموم أوروبا تراجع بنسبة 0.2 في المائة، مع تعثر الأسهم الدورية. وأقفلت الأسهم الآسيوية بنتائج متباينة، وكانت أوروبا أعلى قبل أن تؤدي المخاوف حول النمو وحول السندات السيادية في منطقة اليورو إلى الضغط على اليورو.
    وتراجعت العملة الأوروبية الموحدة بنسبة 1.1 في المائة ليصل السعر إلى 1.4158 دولاراً بعد أن قال البنك المركزي الألماني في نشرته الشهرية، إن الاقتصاد الألماني سيفقد زخمه في الأشهر المقبلة مع التوسع في العوائد على سندات البلدان الأوروبية الطرفية.
    وقفزت العوائد على سندات الحكومة اليونانية لأجل عشر سنوات بنسبة 55 نقطة أساس لتصل إلى 16.55 في المائة، في الوقت الذي يستعد فيه المستثمرون لعملية إعادة الهيكلة المتوقعة، بعد أن قامت وكالة فيتش بتخفيض المرتبة الائتمانية للسندات اليونانية.
    ولعل الأمر الذي يسبب قدراً أكبر من القلق بالنسبة للسوق هو التراجع في وضع السندات السيادية الإسبانية، حيث ارتفع العائد على السندات لأجل عشر سنوات بنسبة ثماني نقاط أساس ليصل إلى 5.48 في المائة، مقترباً بذلك من النسبة المرتفعة التي سجلها في فترة اليورو بمقدار 5.55 في المائة، في نيسان (أبريل).
    وعلى ما يبدو فإن الاحتجاجات في إسبانيا قبيل الانتخابات الإقليمية والبلدية تؤدي إلى إقلاق المستثمرين من أن قرارات مدريد الخاصة بالتقشف يمكن أن يصيبها الوهن، ما ينطوي على إمكانية تردي وضع المالية العامة في إسبانيا. أما العلاوة الإضافية على أسعار الفائدة التي يطالب بها المتداولون زيادة على عوائد سندات الخزانة الألمانية فقد ارتفعت إلى أعلى مستوى لها منذ أربعة أشهر، بمقدار 241 نقطة أساس.
    يشار إلى أن الهبوط في قيمة اليورو يساعد على دفع مؤشر الدولار إلى الأعلى بنسبة 0.3 في المائة ليصل إلى 75.47 نقطة، وهو اتجاه عام يتنافى مع شهية الموجودات الخطرة.
    وشهدت السلع مكاسب لا بأس بها خلال معظم الجلسة، في الوقت الذي كان فيه المتداولون يتخذون موقفاً متفائلاً بصورة يسيرة، على أمل أن تتم مساندة المنتجات التي من هذا القبيل من خلال الكرم المتواصل من كثير من البنوك المركزية في البلدان المتقدمة في حال استمرار الأدلة التي ظهرت في الفترة الأخيرة على تراجع النمو. وفي أسواق النفط ارتفع سعر خام غرب تكساس المتوسط بنسبة 1.1 في المائة ليصل إلى 99.49 دولار للبرميل، بعد أن كان قد تراجع في فترة سابقة بنسبة 1 في المائة، في مثال على التداولات التي جرت في الفترة الأخيرة ضمن نطاق محدد، كما أن التقدم في النحاس تراجع بمقدار النصف ليصل السعر إلى 4.12 دولار للأونصة.
    أما الذهب فلا يزال صامداً بعد الزيادة التي سجلها بنسبة 1.2 في المائة، وهي المرة الأولى التي اخترق فيها حاجز 1510 دولارات للأونصة منذ أوائل الأسبوع الماضي، على اعتبار أن الحركات النقدية إلى الملاذات الآمنة تعاكس ارتفاع الدولار. ومن الملاذات الآمنة المشهورة هناك أيضاً سندات الخزانة الأمريكية، التي تنتفع هي الأخرى من مخاوف يوم الجمعة. وتراجعت العوائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات بنسبة ثلاث نقاط أساس لتصل إلى 3.14 في المائة.
    وفي أسواق الأسهم ازداد المزاج العام كآبة بفعل الهبوط الحاد في أسهم شركات التجزئة في الولايات المتحدة، بعد أن أبلغت شركة جاب وشركة إيروبوستال عن توقعات متراجِعة.
    وأدى ذلك إلى تراجع مؤشر ستاندارد آند بورز 500 إلى 1334 نقطة، ما يعني أنه سيسجل ثالث أسبوع على التوالي من التراجعات، في الوقت الذي يخفق فيه المستثمرون في دفعه إلى مستويات أعلى تزيد على 1360 نقطة.
    لكن لا يزال المستثمرون يشيرون إلى الدمدمة المتواصلة لعمليات الاندماج والاستحواذ، وعملية الطرح العام الأولي المذهلة لشركة التواصل الاجتماعي LinkedIn باعتبارها دليلاً على أن روح التداولات النشطة لا تزال تحوم في الأسواق. ويجادل الساخرون منذ الآن بأن هذا الاكتتاب الأولي المذهل هو علامة أكيدة على أن بعض المستثمرين لديهم من الأموال ما يفوق ما لديهم من الإدراك السليم.
    وسجلت شركة التواصل الاجتماعي ارتفاعاً آخر بنسبة 8 في المائة في منتصف النهار في نيويورك. وفي وقت مبكر تأرجحت الأسهم الآسيوية، حيث تراجعت أسهم شركات الموارد الطبيعية بسبب تراجع أسعار السلع، ما أدى إلى بقاء مؤشر فاينانشيال تايمز لمنطقة آسيا ـ الباسيفيك على حاله أثناء اليوم.
    وفي اليابان تراجع المؤشر العام للمنطقة بسبب تراجع بنسبة 0.1 في المائة في مؤشر نيكاي 225 في طوكيو، حيث كان المستثمرون يشعرون بالقلق حول آفاق قطاع الطاقة في اليابان على ضوء المتاعب التي تعاني منها شركة كهرباء طوكيو، وهي الشركة التي تدير محطة داي إيتشي النووية لتوليد الطاقة الكهربائية في فوكوشيما.
    وفي أستراليا تراجع مؤشر S&P/ASX (الذي يضم 200 شركة) بنسبة 0.5 في المائة، على اعتبار أن شركات التعدين ورثت التراجع العالمي في أسعار المواد الخام. وفي كوريا الجنوبية ارتفع مؤشر كوسبي المركب بنسبة 0.8 في المائة، على الرغم من قيام المستثمرين الأجانب بالبيع للجلسة السابعة على التوالي. وفي هونج كونج ارتفع مؤشر هانج سينج بنسبة 0.2 في المائة، مدفوعاً بالتقدم الذي سجلته أسهم الشركات المالية، لكن سرعان ما تراجع التقدم بسبب الضعف في أسهم شركات الموارد.
    أما في البر الصيني فقد تراجع مؤشر شنغهاي المركب بصورة طفيفة، لكن الأسهم الصينية تأرجحت بسبب الارتفاع الذي سجلته أسعار المعادن الأرضية النادرة، بعد أن قالت بكين إنها ستوسع حصص التصدير المقررة للقطاع.

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية